للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الأعرابيّ: [الكامل]

إن كان أهلك يمنعونك رغبة ... عنّي فأهلي بي أضنّ وأرغب

والمستحبّ عندهم قول ابن ربيعة: [الوافر]

ألا يا من أحبّ بكلّ نفسي ... ومن هو من جميع الناس حسبي

ومن يظلم فأغفره جميعا ... ومن هو لا يهمّ بغفر ذنبي

وقال أبو نواس: [الوافر]

جنان تسبّني- ذكرت بخير- ... وتزعم أنني رجل خبيث (١)

وأن مودتي كذب ومين ... وأني للذي يطوى بثوث

وما صدقت ولا ردّ عليها ... ولكنّ الملول هو النّكوث

ولي قلب ينازعني إليها ... وشوق بين أضلاعي حثيث

رأت كلفي بها ودوام عهدي ... فملّتني كذا كان الحديث

وقال ابن شهيد: [البسيط]

كلفت بالحب حتى لو دنا أجلي ... لما وجدت لطعم الموت من ألم

وعاقني كرمي عمّن ولهت به ... ويلي من الحبّ أو ويلي من الكرم

وأطرب من شعر المقامة لغناء، ما حكي أن القاضي أبا عبد الله محمد بن عيسى من بني يحيى، خرج إلى حضور جنازة، وكان رجل من إخوانه ينزل بقرب مقبرة قريش، فعزم عليه بالميل إليه، فنزل وأحضر له طعاما، وغنّت جاريته: [الكامل]

طابت بطيب لثاتك الأقداح ... وزها بحمرة وجهك التّفّاح

وإذا الربيع تنسّمت أرواحه ... نمّت بعرف نسيمك الأرواح

وإذا الحنادس ألبست ظلماءها ... فضياء وجهك في الدّجى مصباح

فكتبها القاضي طربا بها على ظهر يده، ثم خرج. قال الراوي: فلقد رأيته يكبّر على جنازة والأبيات على ظهر يده.

وقال إبراهيم بن المهدي: دخلت يوما على الرشيد وفي رأسه فضلة خمار، وبين يديه المغنون، فقال: يا إبراهيم، بحقّي عليك غنّني، فأخذت العود فغنيته من أشعار جرير: [الكامل]


٤٤٦، ١٢/ ٤٢٦، وكتاب العين ٧/ ٢٥٦، وديوان الأدب ٢/ ١٣٧، وتاج العروس (فقر)، (لسن)، (وهن)، ومقاييس اللغة ٥/ ٢٩٥، وفيه «نثر» بدل «فقر» ومجمل اللغة ٤/ ٢٧٥، وهو بلا نسبة في المخصص ٢/ ١١٣، وأساس البلاغة (لسن).
(١) الأبيات في ديوان أبي نواس ص ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>