للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضعا. مكرا: تصرفا. الحجال: جمع حجلة، وهي الستر. المراتب: المواضع.

استضافة: إضافة أردف: جعل ردفه، أي خلفه. قوّم: قدرت قيمته. الدون: الحقير.

الزّبون: الكريم الكثير دفع العطايا، أي أخرج من هذه الصفة. والهون: الهوان. وفق:

موافقة. لددكم: خصامكم. عدتم: رجعتم للخصام.

ومن ملح ابن رشيق في مليح نحويّ: [السريع]

إن زارني يوما على خلوة ... أو زرته في موضع خال

كنت له رفعا على الابتدا ... وكان لي نصبا على الحال

وقال الميكالي: [البسيط]

أفدى الغزال الّذي في النّحو كلمني ... مجادلا فاجتنيت الشهد من شفته

وأورد الحجج المقبول شاهده ... مناظرا ليريني فضل معرفته

ثم اتفقنا على رأي رضيت به ... والرفع من صفتي والخفض من صفته

***

قال المخبر بهذه الحكاية: فورد علينا من أحاجيه التي هالت، لمّا انهالت، ما حارت له الأفكار وحالت. فلمّا أعجز العوم في بحره، واستسلمت تمائمنا لسحره، عدلنا عن استثقال الرّؤية له، إلى استنزال الرّواية عنه، ومن بغي التبرّم به، إلا ابتغاء التعلم منه.

فقال: والذي نزّل النحو في الكلام، منزلة الملح في الطّعام، وحجبه عن بصائر الطّغام؛ لا أنلتكم مراما، ولا شفيت لكم غراما، أو تخوّلني كلّ يد، ويختصني كلّ منكم بيد. فلم يبق في الجماعة إلّا من أذعن لحكمه، ونبذ إليه خبأة كمّه. فلمّا حصلت تحت وكائه، أضرم شعلة ذكائه، فكشف حينئذ عن أسرار ألغازه، وبدائع إعجازه، ما جلا به صدأ الأذهان، وجلّى مطلعه بنور البرهان.

قال الرّاوي: فهمنا، حين فهمنا، وعجبنا إذ أجبنا، وندمنا على ما ندّ منّا.

وأخذنا نعتذر إليه اعتذار الأكياس، ونعرض عليه ارتضاع الكأس. فقال: مأرب لا حفاوة، ومشرب لم يبق له عندي حلاوة، فأطلنا مراودته، ووالينا معاودته.

***

أحاجيه: ألغازه: هالت: عظمت في النفوس. انهالت: انصبّت، وانهال الرمل:

انصبّ أعلاه إلى أسفله. الأفكار: الأذهان. حالت: تغيرت. استسلمت: انقادت.

<<  <  ج: ص:  >  >>