للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المعذّل: [الخفيف]

لاح شيبي فظلت أمرح فيه ... مرح الطّرف في اللجام المحلّى

وتولّى الشباب فازددت ركضا ... في ميادين باطل إذ تولّى

إنّ من ساءه الزمان بشيب ... لأحق أمره بأن يتسلّى

أتراني أسوء نفسي لمّا ... ساءني الدهر، لا لعمري كلّا

وقال البحتري يعتذر منه: [الخفيف]

عيّرتني بالشيب وهي رمته ... في عذاري بالصدّ والاجتناب (١)

لا تريه عارا فما هو بالشّي ... ب ولكنّه جلاء الشباب

وبياض البازيّ أصدق حسنا ... إن تأمّلت من سواد الغراب

أخذه ابن رشيق فقال: [الوافر]

وإن لم تعجبني ببياض شعر ... فلا تستغربي بلق الغراب

تعافين المشيب وليس هذا ... ولكن هذه شية الشّباب

وقال حبيب يتشكاه: [الخفيف]

أصبحت روضة الشباب هشيما ... وغدت ريحه البليل سموما (٢)

شعلة في المفارق استودعتني ... في صميم الفؤاد ثكلا صميما

غرّة بهمة ألا إنما كن ... ت أغرّا أيام كنت بهيما

دقّة في الحياة تدعى جلالا ... مثل ما سمّي اللديغ سليما

وقال مسلم بن الوليد: [البسيط]

الشيب كره وكره أن يفارقني ... أعجب بشيء على البغضاء مورود

يمضي المشيب فلا يأتي له خلف ... والشّيب يذهب مفقودا بمفقود

أخذه سليمان بن وهب حين نظر إلى المرآة، فقال: عيب لا عدمناه. وقال أبو الفتح البستيّ: [الكامل]

يا شيبتي دومي ولا تترحّلي ... وتيقّني أني بوصلك مولع

قد كنت أجزع من حلولك مدّة ... والآن من خوف ارتحالك أجزع

وزاد أبو الطيب على هذا فقال: وذكر أنه يتمنّى الشيب في زمن الشباب: [الطويل]


(١) الأبيات في ديوان البحتري ص ٨٤.
(٢) الأبيات في ديوان أبي تمام ٣/ ٢٢٣ (طبعة المعارف).

<<  <  ج: ص:  >  >>