بك من سوء القضاء، وجهد البلاء، ودرك الشقاء، وشماتة الأعداء» (١)؛ وروي في «جهد البلاء»، أنه القتل صبرا.
أنس رضي الله تعالى عنه يرفعه قال: قتل الصبر جهد البلاء.
وقال صلّى الله عليه وسلم: «جهد البلاء أن تحتاج إلى ما في أيدي الناس فيمنعوك».
مجاهد قال: كنت جالسا عند عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بالكوفة، فأتي برجل أن يضرب عنقه، فقلت: هذا والله جهد البلاء، فقال: والله ما هذا إلا كشرطة حجام بمشراط، ولكن جهد البلاء فقر مدقع بعد غنى موسع.
الأحنف: جهد البلاء خمسة: خادم مذموم، وحطب رطب، وبيت يصف، وخوان ينتظر، وجبار على الباب يدق.
عكف بي على الاصطلاء: ألزمني التسخّن بالنار وعكف على الشيء عكوفا: لزمه.
أزايل وجاري: أفارق بيتي، والوجار جحر الضبع. إقامة جماعة، أي حضور الصلاة مع الجماعة، وبردشكير بغرناطة كان أشد على ابن صارة- حيث منعه الصلاة- من برد الكرج على ابن همام حيث يقول ابن صارة: [الطويل]
أحلّ لنا ترك الصلاة بأرضكم ... وشرب الحميّا وهي شيء محرّم
فرارا إلى نار الجحيم فإنها ... أرقّ علينا من شكير وأرحم
لئن كان ربي مدخلي في جهنّم ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنّم
جوّه مزمهرّ: هواؤه بارد، والزمهرير: البرد. دجنه مكفهرّ: سحابه متراكم مظلم.
كناني: بيتي: مهمّ: أمر لا يؤخر. عناني: عرض لي وقصدني. الجردة: الجلدة التي تجرّد عنها ثوبها، وفلان حسن الجردة والتجرّد، أي حسن العري، وقيل: الجردة الثوب المتجرّد البالي. والريطة عند العرب: شيء رقيق، شبه الملحفة، ولذلك سمّي به المرأة، ولا معنى لهذه الصفة لأنه قد وصفه بالعري، وإنما أراد هنا شبه الكراز لفظ مغيّر عن أصله كالفوطة عندنا، ضرب مما يعتمّ به، وهي مغيّرة عن أصلها، وإنما أصل الفوطة ثوب يجلب من الهند غليظ، وتصغيرها فويطة، يلبسه أهل مصر وأهل المشرق كما يلبس أهل المغرب وأهل الأندلس الإحرام والمئزر. واستثفر: بالثوب إذا لواه على فخذيه، ثم أخرجه من بينهما، فشدّه في حجزته، واستثفر الكلب بذنبه: جعله بين فخذيه فتخيل صورة السروجيّ هنا التي نهاية في القبح على ما يتصف به أبدا، وقد لوى على رأسه قطعة من عمامة بالية، واستثفر بمثلها، فلا تجد له مثلا إلا ما قال أبو دلامة في نفسه:
[الوافر]
(١) أخرجه البخاري في القدر باب ١٣، ومسلم في الذكر حديث ٥٣، والنسائي في الاستعاذة باب ٢٤، ٣١، ٣٢، ٣٤، ٣٥، وأحمد في المسند ٢/ ١٧٣، ٢٤٦.