للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأتي بعده في تعب لأنه يروم أن يفعل مثل ما فعل فيعجز عنه، وأعاد هذا المعنى منظما في السابعة والثلاثين حين قال: [السريع]

سماحه أزري بمن قبله ... وعدله أتعب من بعده

أخذه من قول رجل قال لأحد الأمراء، وقد عزل عن عمله: أصبحت والله فاضحا متعبا، أما فاضحا فلكلّ وال قبلك بحسن سيرتك، وأما متعبا فلكل وال بعدك أن يلحقك.

قرّظ: مدح. هزّ: حرك بالثناء عليه. بلى: جرّب. توّج صفاته، أي زيّنها وشرفها، عفاته: قصاده، بهجة: سرور، وكنى بخصبه عن ماله ودعا له بالبركة والكثرة إذا جعله ممتدّ الظل، برّ: مكرم. آنس: أبصر. شهيه: نيرانه الساطعة. واحدها شهاب، وأصل هائه التثقيل فخفّفت، وكانت العرب، توقد النيران فيقصدها الأضياف بالليل، أراد أنه كثير الإكرام لمن يقصد ناره، وأخذ اللفظ من قوله تعالى: آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً [القصص: ٢٩]

مزايا: فضائل. ظرفه: حسن هيئته وعذوبة لسانه، وهو مصدر ظرف يظرف ظرفا فهو ظريف، فمن قال: الظريف البليغ، وقصره على اللسان لم يجز له أن يقول: ما أظرف زيد؟ على الاستفهام، ومن جعل الظرف حسن الوجه والهيئة جاز له ذلك، وكذلك من جعل الظرف عاما فيكون معناه: أي شيء فيه من الظرف؟ أوجهه أم هيئته أم ذكاؤه وبلاغته؟ .

بلبس: اختلاط، أراد أنه يخلط الهزل بالجد، والمزاح وخفّة الطرب بالانقباض والحشمة، وقد تقدم في صفة التنوخي مثل هذا. والمزايا: جمع مزية وهي التمام والكمال، وأصلها من الزيّ.

***

فليهن سيّدنا فوزه بمفاخر تأثّلت وجلّت، وفوقه بصنائع تمّت ونمّت، ويلائم قرب حضرته، غوث رقّه بحظّ من حظوته؛ فإنّه تليد ندب، وشريد جدب، وجريح نوب أثّرت، وناظم قلائد تسيرت، إذا جاش لخطبة فلا يوجد قائل، ثمّ قسّ ثمّ باقل.

فإن حبّر قلت: حبر نمنمت، وخلت رياضا قد نمت، هذا ثمّ شربه برض؛ وقوته قرض، وفلقه غسق، وجلبابه خلق، وقد قلق لتوغّر غريم غاشم، يستحثه بحقّ لازم؛ فإن منّ سيّدنا بكفه، بهبات كفّه، توشّح بمجد فاق، وباء بأجر فكّي من وثاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>