للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن استنطق الأنامل جاءت ... ببيان كالجوهر المنضود

في سطور كأنمّا نشرت يمن ... اه منها عصائبا من برود

فقر لم يزل فقيرا إليها ... كلّ مبدي بلاغة ومعيد

يغتدي البارع المفيد لديها ... لاحقا بالمقصّر المستفيد

ببيان شاف ولفظ مصيب ... واختصار كاف ومعنى سديد

وله في مثله أيضا: [الطويل]

وكم من يد بيضاء حازت جمالها ... يد لك لا تسودّ إلا من النّقس

إذا رقّشت بيض الصحائف خلتها ... تطرّز بالظلماء أردية الشمس

وقال السريّ رحمه الله تعالى: [الكامل]

شغلتك عن حسن الشآم مدائح ... حسنت فما تنفك تطرب سامعا

زهر إذا صافحن سمع معاند ... خفض الكلام وغضّ طرفا خاشعا

جاءتك مثل بدائع الوشي الذي ... ما زال في صنعاء يتعب صانعا

أو كالربيع يريك أخضر يانعا ... متورّدا شرقا وأصفر فاقعا

وله أيضا في مثله: [البسيط]

سأبعث الحمد موشيا سبائبه ... إلى الأمير صحيحا غير مؤتشب

إنّ المدائح لا تهدى لناقدها ... إلا وألفاظها أصفى من الذهب

كم رضت بالفكر منها روضة أنفا ... تفتّح الزهر فيها عن جنى الأدب

لفظ يروح له الريحان مطّرحا ... إذا جعلناه ريحانا على النخب

قوله: شربه، أي حظه من الماء، برض: قليل. قرض: سلف، والقرض ما أخذ ليعوض منه. وفلقه: ضوء صبحه، غسق: ظلام، يريد أن حاله متغيرة. جلبابه: ثوبه.

خلق: بال. توغّر: توقد واشتدّ غضبه، والتّوغر: التوقد، الشدّة الغيظ، والوغر شدة الحر، غاشم: ظالم جافّ. يستحثه: يستعجله، لازم: واجب، منّ: أنعم وأحسن، بكفّه: برده عني، هبات: عطايا. توشح: تحزم وتزين، وتوشح الرجل بثوبه: جعله موضع الوشاح وتحزم، فاق: فضل بهذا المجد كل أحد. باء: رجع، فكّي: إنقاذي.

وثاق: شدّ وربط، سجايا: طبائع، ترفد: تصل وتعين، والرّفد: المعونة: شائم برقه:

راجي خيره ونازل أمره، ونزّل البرق منزلة الجود لأنه يأتي بالمطر والمطر يشبّه به الجود:

بمنّ: بإحسان وإنعام، أزليّ: قديم. أبديّ باق مع الأبد وهو الدهر.

وإذ قد فرغنا من شرح هذه الرسالة على صعوبتها، فإنا نعتذر إلى من وقف على شرحنا لها من صعوبة هذا المقام، فإن هذه الرسالة وأمثالها إنما يؤتى بها على جهة الملح

<<  <  ج: ص:  >  >>