للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحيح أضحى يعود مريضا ... وهو أدنى للموت ممن يعود

وقال الخليل بن أحمد: [المتقارب]

فكن مستعدّا لداعي الفناء ... فإن الذي هو آت قريب

وقبلك داوى المريض الطبيب ... فعاش المريض ومات الطبيب

ولابن الروميّ- وفصده بعض الأطباء، فزعم أن الفصد زاد في علّته، فقال:

[الكامل]

غلط الطبيب عليّ غلطة مورد ... عجزت موارده عن الإصدار

والنّاس يلحون الطبيب وإنّما ... غلط الطبيب إصابة المقدار

وقال غيره: [السريع]

قد قلت لما قال لي قائل ... قد صار نعمان إلى رمسه

فأين ما يذكر من طبّه ... وحذقه بالماء مع جسّه!

هيهات لا يدفع عن غيره ... من كان لا يدفع عن نفسه

ومنه قول الآخر: [الطويل]

أقول لنعمان وقد ساق طبّه ... نفوسا نفيسات إلى باطن الأرض

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض (١)

ويحكى أن القاضي ابن منظور بلغه أن أبا العلاء بن زهر مرض فضحك، وقال:

فأين طبّه؟ فبلغت أبا العلاء فقال: [الكامل]

قالوا ابن منظور تبسّم هازئا ... لمّا مرضت فقلت يعثر من مشى

قد كان جالينوس يمرض دائما ... فمن الإمام المرتضى قبل الرّشا

وقال المتنبي: [السريع]

لا بدّ للإنسان من ضجعة ... لا تقلب الإنسان عن جنبه (٢)

ينسى بها ما مرّ من عجبه ... وما أذاق الموت من كربه

نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بدّ من شربه

تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هي من كسبه


(١) البيت الثاني لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٦٦، والدرر ٣/ ٦٧، والكتاب ١/ ٣٤٨، ولسان العرب (حنن)، وهمع الهوامع ١/ ١٩٠، وتاج العروس (حنن)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٢٧٣، وشرح المفصل ١/ ١١٨، والمقتضب ٣/ ٢٢٤.
(٢) الأبيات في ديوان المتنبي ١/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>