للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه الأرواح من جوّه ... وهذه الأجساد من تربه

يموت راعي الضأن في جهله ... موتة جالينوس في طبّه

أصيب الجرمي في عينيه فقال: [الرمل]

إذا ما مات بعضك فابك بعضا ... فبعض الشيء من بعض قريب

يمنّيني الطبيب شفاء عيني ... وما غير الإله لها طبيب

***

قوله: مراس، أصله معالجة الشيء الشديد، وكل شيء التصق بشيء واحتكّ به فقد مارسه. ومرست الدواء بالماء: دلكته. والأرماس: القبور، واحدها رمس، فيريد بها ما يلقاه الإنسان في قبره من الدواهي، وتقدّمت في الحادية عشر، ويروى:

الأمراس: جمع مرس، وهو حبل من ليف يفتل على ثلاثة. مراسه: جريانه على البكرة، فالبكرة تأكل قوته كلّ يوم فتقطعه، كما أن الأيام تأكل قوة ابن آدم فتقطعه، فإذا مات أكل بدنه القبر.

***

واها لها حسرة ألمها مؤكّد، وأمدها سرمد، وممارسها مكمد، ما لولهه حاسم، ولا لسدمه راحم؛ ولا ممّا عراه عاصم، الهمكم الله أحمد الإلهام، وردّاكم رداء الإكرام، وأحلّكم دار السّلام، وأسأله الرّحمة لكم ولأهل ملّة الإسلام، وهو أسمح الكرام، والمسلّم والسّلام.

***

آها: كلمة توجع. حسرة: فجيعة، والهاء في «لها» كناية عن الحسرة أضمرها بشريطة التفسير، أي ما أعظمها من حسرة، آها، أي تأوّها. ألمها مؤكد، أي وجعها شديد متتابع. سرمد: دائم. ممارسها: معالجها ومخالطها. مكمد: مهموم محزون.

ولهه: حزنه. حاسم: مزيل قاطع. سدمه: حيرته، عراه: قصده. عاصم: مانع.

ألهمكم: ذكّركم ونبّهكم. أحلّكم: أنزلكم. دار السلام: الجنة، من دخلها سلم من العذاب وبقي في سلامة. ملة: دين. أسمح: أكرم. السلام: الذي هو من أسماء الله سبحانه وتعالى، ومعناه المسلم لعبده أو هو على حذف المضاف، ومعناه ذو السلام، أي صاحب السّلام، ويحتمل أن يريد به اللفظةالتي يقطع بها الكلام، كما تقول لمن تقطع كلامه: والسلام، أي لا زيادة عندي على هذا، أو أردت: والسلام عليكم. فحذفت اختصارا.

وفي تأويل «السلام عليكم» وجهان: أحدهما أنه اسم الله بمعنى «الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>