للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوّل عبد صنع المحاملا ... أخزاه ربّي عاجلا وآجلا (١)

قوله: لزوامل: جمع زاملة، وهي البعير وغيره من الدوابّ يحمل عليها الطعام.

وإيقارها: رفع الأوقار عليها، وهي الأحمال، والوقر: الحمل. النسك: التعبّد، نضو الأردان، تجريد المخيط من الثياب. التنائي: التباعد. اجتناب بعد، واجتنبته: بعدت عنه وتركته. الخطيّة: الذنب؛ يريد أن أوّل ما يجب على الحجاج أن يقدّموا التوبة. والبنيّة، هي الكعبة. إمحاض: إخلاص. وجدان: إصابة. الاستطاعة: القدرة على الشيء، وهي شرط وجوب الحج. المعاملات: الأفعال التي يتعامل بها الناس بينهم من المبايعات وغيرها، وأراد إصلاح فعل العبد بينه وبين ربه. إعمال اليعملات: استعمال الإبل للمشي، واليعملة: الناقة تعمل كثيرا في المشي.

***

فو الّذي شرع المناسك للنّاسك، وأرشد السّالك في اللّيل الحالك، ما ينقي الاغتسال بالذّنوب، من الانغماس في الذّنوب، ولا تعدل تعرية الأجسام، بتعبئة الأجرام، ولا تغني لبسة الإحرام، عن المتلبّس بالحرام، ولا ينفع الاضطباع بالإزار، مع الاضطلاع بالأوزار، ولا يجدي التّقرّب بالحلق، مع التّقلّب في ظلم الخلق، ولا يرحض التّنسّك في التّقصير، درن التّمسّك بالتّقصير، ولا يسعد بعرفة، غير أهل المعرفة، ولا يزكو بالخيف، من يرغب في الحيف، ولا يشهد المقام، إلّا من استقام، ولا يحظى بقبول الحجّة، من زاغ عن المحجّة، فرحم الله امرأ صفا، قبل مسعاه إلى الصّفا، وورد شريعة الرّضا، قبل شروعه على الأضا، ونزع عن تلبيسه، قبل نزع ملبوسه، وفاض بمعروفه، قبل الإفاضة من تعريفه. ثمّ رفع عقيرته بصوت أسمع الصّمّ، وكاد يزعزع الجبال الشّمّ.

***

شرع: فرض. المناسك: مواضع الذبح والنّحر، والنّاسك: الذي يأتي بنسك، وهو ما يذبح أو ينحر في الحرم. أرشد السالك: على الطريق للمشي فيها. الحالك:

الشديد السّواد. الذّنوب: الدّلو. الانغماس: الغطس، يريد أن التطهّر لا يزيل الذّنوب.

وما أحسن قول الحلوانيّ في غلام وسيم أراد النهوض للحج: [المنسرح]


(١) يروى الشطر الأول من الرجز:
أول من اتخذ المحاملا
وهو بلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٥٦٧، وتاج العروس (حمل)، والكامل ص ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>