للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحارث بن همّام: فأويت لمفاقره، ولويت إلى استنباط فقره، فأبرزت دينارا، وقلت له اختبارا: إن مدحته نظما، فهو لك حتما، فانبرى ينشد في الحال، من غير انتحال.

***

قوله: «آل بنا» أي رجع بنا، وقد آل يئيل ويؤول، أي رجع. الموقع: المهلك، من أوقع به، ويحتمل أن يريد بالموقع الذي يحمله على الوقوع، ورجل موقع إذا اشتكى ألم رجليه. المدقع: الملصق بالدقعاء، أي التراب، أي لم يترك للإنسان شيئا يبسطه غير التراب. احتذينا: انتعلنا. الوجى: توجّع باطن القدمين من الحفا، يريد أنه ليس مكان النعال الحفا حتى توجّعت قدماه. الشجى: ما يعرض في الحلق، وكنى بهذا عن سوء الحال، لأن الشجىليس بغذاء إنما هو مشقة وتعب. ولكن بالغ في وصف سوء حاله، فقال: إنه ينتعل ما لا ينتعل، ويغتذى ما ليس بغذاء، أي ليس ثمّ انتعال ولا غذاء.

استبطنّا، أي جعلناه في بطوننا. الجوى: فساد الجوف. والأحشاء: ما في الجوف وما حشي به. الطّوى: الجوع، وقد طوي يطوى؛ لأن الأحشاء إذا امتلأت من الطعام انتشرت، وإذ فرغت منه انطوى بعضها على بعض. والسّهاد: امتناع النوم، من قول الشاعر: [الرمل]

ما لعيني كحلت بالسّهاد ... ولجنبي نابيا عن وسادي

استوطنّا: سكنّا واتخذناه وطنا. الوهاد: ما انخفض من الأرض. استوطأنا: وجدناه وطيئا. القتاد: شجر له شوك شديد يسمّى عندنا حمض الأمير. الأقتاد: خشب الرّحال، يريد أنهم نسوا ركوب المطايا لبعد عهدهم بها ورجعوا الآن يمشون على الشوك فيجدونه وطيئا. الحين: الموت. المجتاح: من لفظ الجوائح، يريد به المستأصل للأموال.

استبطأنا: وجدناه بطيء المجيء. المتاح. المقدّر، يريد أن يوم موتهم تمنّوه لشدة ما قاسوا، وأبطأ عليهم. آس: طبيب يطبّ علة الفقر والجمع الأساة. سمح: كريم.

والمواسي: المعين. وذكر عاصم في شرح قوله: «يواسي في كريهته أخاه»، أن معناه، جعله أسوة نفسه، فمواس من الأسوة، كأنه يشاركه في ماله. ويقال: آسيته، والأصل الهمز.

المفضّل: معنى فلان يواسي فلانا، يشاركه، والمواساة المشاركة، وآساه: شاركه فيما هو فيه.

مؤرّج: ما يواسيه، أي ما يصيبه بخير أصلا.

غيره: معناه يعوّضه من مودّته وقرابته شيئا، من الأوس وهو العوض، قال الشاعر:

[مجزوء الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>