للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولدت له ابنة هبط إليها ملكان فمسحا على ظهرها، وقالا: ضعيفة خرجت من ضعيف، من أعان عليك لم يزل يصاب إلى يوم القيامة.

قوله: يتأفف، يقول: أف أف، وهو من فعل المهموم الملهوف. تغيّض المروءات: ذهاب الأفعال الحسان. صادع: شديد يشقّ الأذن. جرس: صوت. جناه:

ما يجتنى منه. الشهد: العسل، أي كل العسل، ولا تسلّ عن النّحل التي صنعته، ولا من أين هو، ضربه مثلا لترك سؤالهم عنه، إذ أفادهم. سلافة: خمر لم تعصر. عصرك:

تعصيرك. خبرة: معرفة وتجربة. اللّوذعيّ: الذّكي. الغميزة: ضعف التدبير والنّظر، لأنّ الذي لا يحسن التدبير، والنّظر إذا سقط غمزه الناس وعابوه.

***

قال: فازدهى القوم بذكائه، واختلبهم بحسن أدائه مع دائه، حتّى جمعوا له خبايا الخبن، وخفايا الثّبن، وقالوا له: يا هذا، إنّك حمت على ركيّة بكيّة، وتعرّضت لخليّة خليّة. فخذ هذه الصّبابة، وهبها لا خطأ ولا إصابة.

فنزّل قلّهم منزلة الكثر، ووصل قبوله بالشّكر ثم تولّى يجرّ شقّه، وينهب بالخبط طرقه.

قال المخبر بهذه الحكاية: فصوّر لي أنّه محيل لحليته متصنّع في مشيته.

فنهضت أنهج منهاجه، وأقفو أدراجه؛ وهو يلحظني شزرا، ويوسعني هجرا؛ حتّى إذا خلا الطريق، وأمكن التّحقيق، نظر إليّ نظر من هشّ وبشّ، وما حض بعد ما غشّ، وقال: إنّي لإخالك أخا غربة، ورائد صحبة؛ فهل لك في رفيق يرفق بك ويرفق، وينفق عليك وينفق؟ فقلت له: لو أتاني هذا الرفيق لو أتاني التّوفيق. فقال لي: قد وجدت فاغتبط، واستكرمت فارتبط.

***

ازدهى: دعاهم إلى الزهو والإعجاب به. ذكائه: حدّة ذهنه. اختلبهم: خدعهم.

الخبن: أطراف الثوب، كالكم وغيره، والثّبن: أطراف الرداء وشبهه، والخبنة في الثوب المخيط، وقد خبنته عطفته وكففته بالخياطة، وقيل: الخبن القبض، والخبنة لما يلي من حجزة السراويل والإزار، والجمع خبن، والثبنة ما يلي الظهر من السراويل والإزار.

حمت: حلّقت. ركية: بئر. بكية: قليلة الماء. خلية: جبح النحل حيث كان من حجر أو شجر، وقيل الخلية الخشبة المنقورة لها خاصة، والخلية في غير هذا السفينة، فشبّهت خلية النحل بها خلية: فارغة، الصّبابة: الشيء القليل إذا أخذ منه بكثرة. الخبط: أراد به

<<  <  ج: ص:  >  >>