حولقت: قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله. أفقت: انتبهت، وأنشد الفنجديهيّ في معنى هذا:[السريع]
يفتضح الجاهل لكنّه ... من بعد ما غرّبه الناصح
ويصلح ابن السوء لكنّه ... من بعد ما مات الأب الصالح
قوله: وأيقنت أن لثامه كان شرك مكيدته، أي شبكة حيلته. وبيت القصيدة: أحسن بيت فيها، فأراد أن حيلته كانت لثامه، نكّس طرفي: أي كسر عيني، وأمال نظري.
***
ولم أزل أتأوّه لخسر صفقتي، وافتضاحي بين رفقتي. فقال لي القاضي، حين رأى امتعاضي، وتبيّن حرّار تماضي: يا هذا، ما ذهب من مالكما وعظك، ولا أجرم إليك من أيقظك. فاتّعظ بما نابك، وكاتم أصحابك ما أصابك؛ وتذكّر أبدا ما دهمك، لتقي الذّكرى دراهمك، وتخلّق بتخلّق من ابتلي فصبر، وتجلّت له العبر فاعتبر.
قال الحارث بن همّام: فودّعته لا بسا ثوب الخجل والحزن، ساحبا ذيلي الغبن والغبن، ونويت مكاشفة أبي زيد بالهجر، ومصارمته يد الدهر. فجعلت أتنكّب عن ذراه، وأتجنّب أن أراه؛ إلى أن غشيني في طريق ضيّق، فحيّاني تحيّة شيّق، فما زدت على أن عبست وما نبست، فقال لي: ما بالك شمخت بأنفك على إلفك! فقلت: أنسيت أنّك احتلت وختلت، وفعلت فعلتك الّتي فعلت! فأضرط بي متهازيا، ثم أنشد متلافيا:
***
أتأوّه: أتوجع. رفقتي: أصحابي، امتعاضي: توجعي. ارتماضي: حرقة قلبي من شدّة الهمّ، ولا يكون الممتعض كاظما، فلا بدّ من ظهور الكرب عليه، وأمر ممعض وما عض، أي ممضّ كارب.
قوله: ما ذهب من مالك ما وعظك، هو مثل، ومعناه إذا ذهب من مالك شيء حذرك أن يحلّ بك مثله، فتأديبه إياك عوض من ذهابه، أجرم: أذنب. نابك: نزل بك.
دهمك: غشيك. تجلت: ظهرت. العبر: العلامات المخوّفة، واعتبرت بالشيء إذا اتعظّت به، الخجل: الحياء. ساحبا: جارّا. الغبن: بسكون الباء في البيع، وبفتحها في الرأي، يريد أنه غبن في رأيه وبيعه، قال في الدّرة: الغبن بإسكان الباء في المال، وبفتحها في الرأي والعقل. نويت: أضمرت. مصارمته: مقاطعته، وصرمت فلانا: