للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسكت، فأمَّا أن يعلم عيبه ولا يذكره، ثمَّ يمدحه ويثني عليه ويقول: فيه كفاية عمَّا سواه. فهذا ممَّا أزرى به على علمه، وأثَّر به في دينه، أتُراه ما علم أنَّ أحدًا يعرف قبح ما أتى؟! كيف وهذا الأمر ظاهرٌ لكلِّ من شَدَا شيئًا من علم الحديث (١)؟! فكيف من أوغل فيه؟! أتُراه ما علم أنَّه في الصَّحيح عن رسول الله أنَّه قال: «من روى حديثًا يُرى أنَّه كذبٌ فهو أحد الكاذبِينَ» (٢)؟!

وهذا الحديث موضوعٌ على ابن جراد، لا أصل له عن رسول الله ، ولا ذكره أحدٌ من الأئمة الذين جمعوا السُّنن، وترخَّصوا في ذكر الأحاديث الضِّعاف، وإنَّما هو مذكورٌ في نسخة يعلى بن الأشدق عن ابن جراد، وهي نسخةٌ موضوعةٌ، قال أبو زرعة (٣) الرَّازيُّ: يعلى بن الأشدق ليس بشيءٍ (٤).

وقال أبو أحمد بن عديٍّ (٥) الحافظ: روى يعلى بن الأشدق عن عمِّه عبد الله بن جراد عن النَّبيِّ- أحاديث كثيرةً منكرةً، وهو وعمُّه غير معروفين (٦). وقال البخاريُّ: يعلى لا يكتب حديثه (٧). وقال أبو حاتم بن حِبَّان الحافظ: لقي يعلى عبدَ الله بن جراد، فلمَّا كبر (٨) اجتمع عليه من لا دين له، فوضعوا له (٩)


(١) في «لسان العرب»: (١٤/ ٤٢٥ - شدا): (شدا من العلم والغناء وغيرهما شيئًا شَدْوًا: أحسن منه طرفًا) ا. هـ وفي «التحقيق»: (نشد أشياء).
(٢) قال النووي في «شرح مسلم»: (١/ ٦٤): (ضبطناه «يُرى» بضم الياء، و «الكاذبين» بكسر الباء وفتح النون على الجمع، وهذا هو المشهور في اللفظتين .... إلخ) ا. هـ
(٣) كلمة: (قال أبو زرعة) سقطت من: (ب).
(٤) في «الجرح والتعديل»: (٩/ ٣٠٣ - رقم: ١٣٠٥): (فقال- أي: أبو زرعة-: هو عندي لا يصدق ليس بشيءٍ) ا. هـ
(٥) في «التحقيق»: (علي) خطأ.
(٦) «الكامل»: (٧/ ٢٨٧ - رقم: ٢١٨٦) بتصرفٍ.
(٧) «التاريخ الأوسط»: (٢/ ١٣٣).
(٨) في الأصل: (كثر) وفي (ب) لم تنقط، والمثبت من «المجروحون».
(٩) في «المجروحون»: (فدفعوا له)، وما هنا موافق لما في «الميزان»: (٤/ ٤٥٦ - رقم: ٩٨٣٤).