كتاب تنقيح التحقيق - ابن عبد الهادي - ط أضواء السلف

فصل - مسألة (٣٥٤): إذا حال دون مطلع الهلال غيم أو قتر ليلة الثلاثين من شعبان، فعن أحمد ثلاث روايات - ج: 3 - ص: 207

«صحيحه» محتجًّا به (١)، وما روى شيئًا خالف فيه الثِّقات، وكون يحيى بن سعيد لا يرضاه غير قادحٍ فيه، فإنَّ يحيى شَرْطُه شديدٌ في الرِّجال، ولذلك قال: لو لم أرو إلا عن من أرضى ما رويت إلا عن خمسة! (٢) وأمَّا قول أبي حاتم: (لا يحتجُّ به) فغير قادح فيه أيضًا، فإنَّه لم يذكر السَّبب، وقد تكرَّرت هذه اللفظة منه في رجالٍ كثيرين من أصحاب الصَّحيح من الثِّقات الأثبات من غير بيان السَّبب، كخالد الحذَّاء (٣) وغيره؛ وقد قال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن معاوية بن صالح فقال: صالح الحديث، حسن الحديث (٤).

وأمَّا حديث عمَّار: فرواه أبو داود عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير عن أبي خالد الأحمر (٥).

ورواه النَّسائيُّ عن الأشج (٦).

ورواه ابن ماجة عن ابن نُمير (٧).

وقد رُوي عن أبي إسحاق قال: حدِّثت عن صِلَة بن زُفَر. وهذه علَّةٌ في الحديث (٨).

---

(١) «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه: (٢/ ٢٢٩ - رقم: ١٥٦٤).
(٢) «التاريخ» لابن معين برواية الدوري: (٤/ ١٨٩ - رقم: ٣٨٨٥).
(٣) «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: (٧/ ٣٥٣ - رقم: ١٥٩٣) وتتمتها: يكتب حديثه ولا يحتج به.
(٤) «الجرح والتعديل»: (٨/ ٣٨٣ - رقيم: ١٧٥٠).
(٥) «سنن أبي داود»: (٣/ ١٣٨ - رقم: ٢٣٢٧).
(٦) «سنن النسائي»: (٤/ ١٥٣ - رقم: ٢١٨٨).
(٧) «سنن ابن ماجة»: (١/ ٥٢٧ - رقم: ١٦٤٥).
(٨) انظر: «جزء فيه من حديث أبي سعيد الأشج»: (ص: ١٤٢ - رقم: ٦٥)، و «تحفة الأشراف» للمزي: (٧/ ٤٧٦)، و «تغليق التعليق» لابن حجر: (٣/ ١٤١).