٥٣٥ - بما روى أحمد: ثنا رَوْح ثنا ابن جريج قال: أخبرني عبد العزيز ابن عبد الملك بن أبي مَحْذُورة أنَّ عبد الله بن محيريز أخبره - وكان يتيماً في حجر أبي مَحْذُورة - قال: قلت لأبي مَحْذُورة: أخبرني عن تأذينك. قال: نعم، خرجت في نفرٍ فكنت في بعض طريق حنين، مَقْفل رسول الله ﷺ، فلقينا رسول الله ﷺ في بعض الطَّريق، فأذَّن مؤذِّن رسول الله ﷺ فسمعنا صوت المؤذِّن، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع النَّبيُّ ﷺ الصَّوت، فأرسل إلينا، إلى أن وقفنا بين يديه، فقال:«أيُّكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟» فأشار القوم كلُّهم إليَّ - وصدقوا-، فأرسلهم كلَّهم وحبسني، فقال:«قم فأذِّن بالصَّلاة». فقمت ولا شيء أكره إليَّ من النَّبيِّ ﷺ وما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله ﷺ، فألقى عليَّ رسول الله ﷺ التأذين هو بنفسه:«الله أكبر، الله أكبر- كذا قال روح مرَّتين -، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمَّدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله». ثمَّ قال لي:«ارجع فامدد من صوتك». ثمَّ قال لي:«قل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله». ثمَّ دعاني حين قضيت التَّأذين، فأعطاني صرَّةً فيها شيءٌ من فضة، ثمَّ وضع يده على ناصية أبي مَحْذُورة، ثُمَّ أمرَّها على وجهه، ثُمَّ بين ثدييه، ثُمَّ على كبده، وقال:«بارك الله فيك وبارك عليك». فقلت: يا رسول الله، مُرني بالتَّأذين بمكَّة. قال:«قد أمرتك به». وذهب كلُّ شيءٍ كان لرسول الله ﷺ من كراهية، وعاد ذلك كله محبةً لرسول الله ﷺ(١).
٥٣٦ - قال أحمد: ثنا عفَّان ثنا همَّام ثنا عامر الأحول قال: حدَّثني