للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذيع والانتشار للمذهب، وصنف التصانيف في شرح مذهب مالك والاحتجاج له، والرد على ما خالفه، بل قال ابن مفرج العنسي: كان أبو بكر القيم برأي مالك بالعراق في وقته (١).

وتأثر طلبة العلم والعلماء به، وبمنهجه وطريقته، وكان من أبرز تلاميذه الذين لازموه، وتلقوا عنه أصول المذهب وفروعه الإمام أبو الحسن بن القصار، الذي صنف كتابا في الذب عن مذهب الإمام مالك، وبيان حجته ومأخذه، سماه بعيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار (٢)، هذا الكتاب الذي تلقاه العلماء بالقبول، والثناء العطر المقبول، حتى قيل فيه: إنه أفضل كتاب مالكي.

وقد اخترت أن يكون هذا الكتاب محط نظري، ومحل عنايتي وعملي، وذلك في أطروحة الدكتوراة التي أتقدم بها إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.

وكان من أهم الأسباب التي دعتني إلى اختيار هذا الموضوع:

* الاستزادة من العلم والتفقه في الدين.

* الإسهام في إخراج التراث المالكي الذي لم يلق إلى الآن العناية اللائقة بمصنفات المنتسبين إليه خصوصا من المتقدمين، وغالب الكتب المنتشرة فيه هي كتب المتأخرين الذين عكفوا على تفريع المسائل، وتفسير


(١) ترتيب المدارك (٣/ ٢١٩).
(٢) سيأتي بيان الخلاف في عنوانه في الباب الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>