للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ميتة [كما] (١) لو ماتت (٢).

والدليل لقولنا قوله تعالى: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ (٣).

وبين النبي الذكاة فقال: "الذكاة في الحلق واللبة" (٤).

فعم الله تعالى كل ما ذكي، وبما بين النبي أن الذكاة التي هي الشق في اللغة (٥) إنما تكون في الشرع في الحلق واللبة، لم يخص حيوانا من حيوان، فهو عام في الأنعام والسباع وغيرها إلا ما خصته الدلالة.

وأيضا فإن النبي قال: "دباغ الأديم ذكاته" (٦).

وروي: "ذكاة الأديم دباغه" (٧).

فأعلمنا في الخبر الأول أن دباغ الأديم كذكاته، فلولا أن الذكاة تعمل لم يشبه الدباغ بها.


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، والتصحيح من عيون المجالس للقاضي عبد الوهاب.
(٢) المجموع (٢/ ٢٤٣ - ٢٤٥).
(٣) سورة المائدة، الآية (٣).
(٤) أخرجه الدارقطني (٤/ ٢٨٣) وفيه سعيد بن سلام العطار، كذبه البخاري وأحمد وغيرهما.
انظر التعليق المغني (٤/ ٢٨٣) ووهاه الحافظ في الفتح (١٢/ ٤٥٦) وورد عن ابن عباس موقوفا عليه، ذكره البخاري معلقا بصيغة الجزم في كتاب الذبائح والصيد، باب النحر والذبح. وقال ابن حجر: "وصله سعيد بن منصور والبيهقي من طريق أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الذكاة في الحلق واللبة، وهذا إسناد صحيح، وأخرجه سفيان الثوري في جامعه عن عمر مثله، وجاء مرفوعا من وجه واه". الفتح (١٢/ ٤٥٦).
(٥) اللبة: موضع القلادة من الصدر، وجمعه لبات، انظر غريب الحديث للهروي (٢/ ٣٢٧) والنهاية (٨٢٤).
(٦) تقدم تخريجه (٣/ ١١١).
(٧) تقدم تخريجه (٣/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>