للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية أنها كلها طاهرة كقولنا (١).

والثالثة: أن شعر ابن آدم وحده طاهر، وأن ما عداه نجس (٢).

والدليل لقولنا كونه طاهرا قبل موت الحيوان، فمن زعم أنه قد انتقل إلى نجاسة فعليه الدليل.

وأيضا قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾ (٣).

فمن الله تعالى علينا بأن جعل لنا الانتفاع بها، ولم يخص شعر الميتة من المذكاة، فهو عموم إلا أن يمنع منه دليل.

فإن قيل: لا دلالة لكم في هذه الآية من وجوه:

أحدها: أنه تعالى قرن ذكر الأصواف والأوبار والأشعار بالجلود،


= وينجس بنجاسته، واختلف أصحابنا في هذه الحكايات الثلاث التي شذت عن الجمهور، فجعلها بعضهم قولا ثانيا للشافعي أن الشعر طاهر، وامتنع الجمهور من إثبات قول ثان لمخالفتها نصوصه، يحتمل أنه حكى مذهب غيره. وأما شعر الآدمي ففيه قولان". المجموع (٢/ ٢٢٥).
(١) وسبب اختلافهم هو اختلافهم فيما ينطلق عليه اسم الحياة من أفعال الأعضاء. فمن رأى أن النمو والتغذي هو من أفعال الحياة قال: إن الشعر والعظام إذا فقدت النمو والتغذي فهي ميتة.
ومن رأى أنه لا ينطلق اسم الحياة إلا على الحس قال: إن الشعر والعظام ليست بميتة، لأنها لا حس لها.
ومن فرق بينهما أوجب للعظام الحس، ولم يوجب للشعر، وفي حس العظام اختلاف، والأمر مختلف فيه بين الأطباء. بداية المجتهد (٢/ ٦٩).
(٢) المجموع (٢/ ٢٢٣ - ٢٣٥) الأوسط (٢/ ٤٠٤ - ٤٠٦).
(٣) سورة النحل، الآية (٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>