للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقوله: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا﴾ (١)، وأنتم لا تجيزون هذا في جلد الميتة، فكذلك في الباقي، فصار المقصود منها إذا ذكيت جاز الانتفاع بالجميع (٢).

ووجه آخر: وهو أنه تعالى قال: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ (٣).

[والميتة] (٤) اسم للجملة ولكل جزء منها (٥)، فوجب أن تكون الجملة وكل جزء منها محرما؛ لأنه صريح في الميتة، بل هو عموم، فصار ذكر الميتة قاضيا عليها؛ لأنها أخص منها.

وأيضا قوله: ﴿وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾ (٦)، والحين غير معلوم مدته، فصارت الآية مجملة تفتقر إلى بيان، فلا يصح الاحتجاج بها حتى يثبت تفسيرها.

وأيضا فإن الحين متردد بين زمانين، فيكون المراد به حال الحياة إلى حين الممات؛ لأنه يقال: قد حان حينه إذا جاءه الموت (٧)، فكأنه قال: ما دامت حياته (٨).


(١) سورة النحل، الآية (٨٠).
(٢) انظر المجموع (٢/ ٢٣٢).
(٣) سورة المائدة، الآية (٣).
(٤) ساقط من الأصل، والمثبت من السياق.
(٥) انظر المجموع (٢/ ٢٣٢).
(٦) سورة النحل، الآية (٨٠).
(٧) قلنا: الموت هو الحين بفتح الحاء لا بكسرها، ثم الغاية دخلت على ما هو أثاث ومتاع، وذلك لا يؤثر فيه الموت، فينبغي أن يكون إلى حين هلاكها". التجريد (١/ ٨٩) وفي اللسان: والحين - بالفتح - الهلاك.
(٨) قال أبو بكر الجصاص: "الحين اسم يقع على وقت مبهم، وجائز أن يراد به وقت مقدر،=

<<  <  ج: ص:  >  >>