للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يعلق بيده منه شيء يمسح به وجهه وذراعيه، ولا بد عنده من التيمم على التراب (١)، ومن الممسوح به (٢).

والدليل لقولنا قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ (٣).

والصعيد اسم للأرض، وقال الله تعالى: ﴿فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا﴾ (٤) قيل: إنها أرض زلقة (٥).

وروي أن النبي قال: "يُجمع الخلائق يوم القيامة على صعيد واحد" (٦). أي أرض واحدة، فالاسم الأخص من الصعيد يتناول الأرض نفسها، ولم يخص تعالى صعيدا من صعيد، فأي أرض كانت فهي صعيد،


= (٢/ ٢١٤ - ٢١٦) المغني (١/ ٣٣٦ - ٣٣٨) و به قال ابن شعبان من المالكية، وخصص ابن حبيب الإجزاء بعدم التراب الذخيرة (١/ ٣٤٦).
(١) الحاوي الكبير (١/ ٢٣٧ - ٢٤٢) المجموع (٣/ ٢١٠ - ٢١٣) الأوسط (٢/ ١٥٥ - ١٦١).
(٢) والسبب في اختلافهم: شيئان: أحدهما: اشتراك اسم الصعيد في لسان العرب، فإنه مرة يطلق على التراب الخالص، ومرة يطلق على جميع أجزاء الأرض الظاهرة، حتى إن مالكا وأصحابه حملهم دلالة اشتقاق هذا الاسم أعنى الصعيد - أن يجيزوا في إحدى الروايات عنهم التيمم على الحشيش وعلى الثلج، قالوا: لأنه يسمى صعيدا في أصل التسمية، أعني من جهة صعوده على الأرض، وهذا ضعيف.
والسبب الثاني: إطلاق اسم الأرض في جواز التيمم بها في بعض روايات الحديث المشهور، وتقييدها بالتراب في بعضها بداية المجتهد (٢/ ٤٠).
(٣) سورة المائدة، الآية (٦).
(٤) سورة الكهف، الآية (٤٠).
(٥) أي أرض بيضاء لا ينبت فيها نبات، ولا يثبت عليها، قدم كالرأس إذا حلق لا يبقى عليه شعر. انظر تفسير ابن جرير (٧/ ٥٣٥٣) الجامع لأحكام القرآن (١٠/ ٧٢٨ - ٧٢٩) زاد المسير (٥/ ١٤٥).
(٦) أخرجه البخاري (٣٣٤٠) ومسلم (١٩٤/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>