للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: هذا حكاية عن فعلة، وهي فعلة التعليم، فيجوز أن يكون علمه أذان الصبح مع قوله: "الصلاة خير من النوم" مرتين، فذلك عندنا تسع عشرة (١) كلمة (٢).

على أننا قد بينا أن العمل من أهل المدينة صحب الأخبارَ الأخر، فسقط معها كل خبر يوردونه، لأنه يجوز أيضًا أن يكون ما ذكرتموه منسوخًا، لأن السنة تنسخ السنة، وتكون التفرقة بين الأذان والإقامة في هذا الخبر من أجل قوله: "الصلاة خير من النوم".

والكلام يجيء بعد هذا في الإقامة.

فإن هم حرروا قياسًا فقالوا: اتفقنا على أن التشهد في الترجيع أربع، كان المعنى فيه أنه ذكر أعيد في عجز الأذان، فوجب أن يكون في صدره مربعًا.

بيان ذلك: أن "لا إله إلا الله" في عجز الأذان، و"أشهد أن لا إله إلا الله" في صدره، و"الله أكبر" في صدره، و"الله أكبر" في عجزه، فوجب أن يكون في صدره مربعًا.

قيل: قد تقدم قولنا: إن القياس لا مدخل له في الأذان، وإنما يؤخذ توقيفًا كأعداد الصلوات.

ثم نقول: لم يكن المعنى ما ذكرتم في ذلك؛ وإنما دخل الترجيع فيه لأنه قرن بالتشهد وبذكر الرسول الذي كان الكفار والمنافقون يغتاظون


(١) أي مع الترجيع.
(٢) في هذا التوجيه نظر ظاهر؛ لأن أبا محذورة لما ذكر العدد ذكر ألفاظه كما هو ثابت في الروايات المتقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>