للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى أننا قد ذكرنا لها أصلًا آخر وهو التكبير، ورتبناه الترتيب الذي قد عرف.

وعلى أننا نقول: آخره قد بني على الاختصار، ألا ترى أنه قد أسقط التشهد قبل التهليل في آخره.

فإن قيل: فلو كان الترجيع في الشهادتين بعد الفراغ منهما مسنونًا؛ لوجب أن يَستأنف لهما تكبيرًا كالتهليل في آخره.

قيل: هذا نفس الدعوى، وهو يعترض على النص.

وأيضًا فإنه ما لم يخرج من الشهادة بالتوحيد وبنبوة النبي ؛ فذلك كالجنس الواحد ذكر الله تعالى، فلما خرج إلى خطاب الآدميين بـ "حي على الصلاة"، أعاد التكبير قبل التهليل.

وعلى أننا قد ذكرنا أصلًا، وبينا أيضًا على أصولكم لا ينبغي أن يؤخذ قياسًا فسقط.

فإن قيل: فقد روى عمر بن الخطاب أن رسول الله قال: "إذا قال المؤذن: "الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: "الله أكبر الله أكبر فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله؛ قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة؛ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح؛ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر؛ قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله؛ قال: لا إله إلا الله، من قاله دخل الجنة" (١).


(١) أخرجه مسلم (٣٨٥/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>