وأما عمله في هذا الاختصار فقد قام ﵀ بالاقتصار على رأس كل مسألة من مسائل الأصل، وأعرض عن ذكر أدلتها، ليسهل الوقوف على مذهب المالكية في الفقه، ومن أراد الأدلة راجع الأصل، وقد بين ذلك بنفسه في نهاية كتابه فقال:"هذه آخر مسألة في كتاب عيون المجالس، وقد جردتها في هذا الجزء ليقرب حفظها، ويسهل طلبها لمن التمس مسألة منه بعينها، ولمن أراد حفظ المذهب فقط، فإن طلب الحجة على المسألة فليرجع إلى الأصل، وقد نقلت لفظ القاضي ﵀ حرفًا حرفًا، إلا في بعض المسائل، اختصرت نقلها بعض الاختصار، وقدمت بعضًا وأخرت بعضًا، من غير إخلال بالمعنى، وهو قليل، وقد تركت فصولًا لم نعدها مسائل، ولدخولها في المسائل، وسميت فصولًا مسائل لوقوع الاختلاف فيها، وعددها ألف مسألة وأربعمائة مسألة والله أعلم".
وقد استفدت من عمل القاضي هذا، فأثبتت منه الكلمات التي تعذر قراءتها من الأصل، وإثبات السقط الوارد في الأصل أيضًا، وقد أنبه أحيانًا على اختلاف العبارة بين الأصل ومختصره.
وقد قام بتحقيق هذا المختصر الأستاذ امباي بن كيبا كاه، في رسالة علمية تقدم بها لقسم الفقه في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، قام فيها بترجمة للقاضي عبد الوهاب، وبترجمة مختصرة لصاحب الأصل القاضي ابن القصار، وبدراسة حول الكتاب ذكر فيها صحة نسبة الكتاب للمصنف ومنهجه فيه، ووصف النسخ المعتمدة، واعتمد في تحقيقه