للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضًا فإننا لا نختلف أن المراد غيبوبة الشفق، ولا نختلف أن كل واحد من هذين يقع عليه اسم شفق (١)، فإذا أطلق في الشرع؛ فينبغي أن نحمل على ما كثر استعماله في الاغلب (٢)، والحمرة هي الأغلب؛ لأن البياض هو الأصل، والحمرة تطرأ.

وعلى أنه يستعمل في عرفهم على ما نقول، قال الشاعر:

وقد تغطت بكمها خجلًا … كالشمس غابت في حمرة الشفق

وقال آخر:

.................... … [فباذر من] ثوبه كالشفق

يصف حمرة الدم، ويقال: صبغت ثوبي شفقًا (٣).

فإن قيل: فإن الشفق من الشيء في استعمال العامة؛ الرقيق، والبياض هو أرق من الحمرة (٤).

قيل: ليس الأمر على ذلك، وإنما الشفق عندهم هو [اللون] (٥)، فقد يكون رقيقًا، ويكون صفيقًا.


(١) انظر أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٧) فقد أجاد وأفاد في بيان المراد بالشفق والاختلاف فيه.
(٢) لأن الاسم إذا تناول شيئين على سواء؛ كان حمله على أشهرهما أولى، والأحمر من الشفقين أشهر في اللسان. الحاوي الكبير (٢/ ٢٤).
(٣) انظر اللسان مادة (شفق).
(٤) انظر المحلى (٢/ ٢٢٦) التجريد (١/ ٣٩٦).
(٥) كلمة لم أتبينها من الأصل، وما أثبته أقرب إلى رسمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>