للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا لو جعل دلالة مبتدأة في المسألة؛ لجاز.

وأيضًا فقد روي أن النبي قال: "سبحان الله نصف الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر تملأ ما بين السموات والأرض" (١).

وهذا يدل على تفضيل هذه الكلمة، فوجب أن لا يعدل عنها.

فإن قيل: فإذا جاز أن يكبر بالفارسية؛ جاز ما نقول؛ لأنه يأتي بالمعنى (٢).

قيل: نحن لا نُجوّز أن يكبر بالفارسية مع القدرة على العربية، وإنما يجوز ذلك مع الضرورة، والفارسية لفظ يعبر به عن العربية، لأن عندهم أيضًا لفظ "الله أكبر" غير لفظ "الله أعظم"، وغير لفظ "الله أجل"، وغير لفظ "الله الكبير"، وأنتم تقيمون لفظًا مقام لفظ لا أنه عبارة عن ذلك اللفظ (٣)، وإن جوزنا ذلك للضرورة؛ فلا ينبغي أن نجيزه مع القدرة، ألا ترى أن الذي لا يحسن


= "الله أكبر" عند أبي حنيفة". قاله ابن عابدين في رد المحتار (٢/ ١٥٧) قلت: ولا يخفاك أن مراد ابن عابدين بالوجوب غير مراد الجمهور، لما علم من تفريق الحنفية بين الوجوب والفرض، فتنبه.
(١) أخرجه الترمذي (٣٥١٩) بلفظ: "التسبيح نصف الإيمان، والحمد يملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض". وحسنه، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي.
ولفظ: "الله أكبر ملء السموات والأرض" أشار له ابن رجب من رواية عبد الرحمن الإفريقي، وهو ضعيف. جامع العلوم والحكم (٢٨٩).
والحديث أخرجه مسلم (٢٢٣/ ١) من حديث أبي مالك الأشعري، ولفظه: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض .. الحديث.
(٢) انظر شرح فتح القدير (١/ ٢٧٠ - ٢٨٩).
(٣) أي تجعلونه مرادفًا لا أنه ترجمة عن المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>