للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إعجاز، والمعوذتان معجزتان، فلو جاءتا من طريق خبر الواحد؛ لعلمنا أنه من القرآن.

فإن قيل: فإن الإجماع قد حصل على أن ما بين الدفتين قرآن، ووجدناها في أول فاتحة الكتاب، وفي أول كل سورة، كما وجدنا إثبات السور أنفسها، فوجب أن يكون في كل موضع منه يجري ما بعدها مضافة إلى ما يليها من الآيات.

قيل: أما قولكم: إن ما بين الدفتين قرآن؛ كما قالت الصحابة ؛ [فإننا نقول] (١): هي قرآن حيث ما كانت، ولسنا نقول: إنها ليست قرآنًا، إلا أنها بعض آية من سورة النمل، مكررة في كل سورة، وحيثما كررت فهي قرآن، ألا ترى أن "والصافات" هي قرآن، ولو كررت هذه اللفظة في أول كل سورة؛ لكانت قرآنًا، ولم يدل تكرارها في أول كل سورة على أنها منها، فليس لكم في كونها قرآنًا [فرج] (٢).

وكيف تكون آية منها والذين أجمعوا على أنها قرآن هم الذين اختلفوا في أنها من فاتحة الكتاب، ومن كل سورة أو لا، وهم قالوا: إن ما بين الدفتين قرآن، ولم يقولوا: إنها من كل سورة، وفي هذا اختلفنا، وكيف [تطبقون] (٣) على ذلك فيقع لنا العلم الضروري بما سواها، ولا يقع العلم بها، ونحن نجد أنفسنا عالمين بالسور، ولا نجد أنفسنا عالمين بأنها آية من كل سورة.


(١) ساقط من الأصل، وبه يستقيم الكلام.
(٢) هكذا بالأصل.
(٣) هكذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>