للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ففي هذا الخبر دليلان:

أحدهما: أنه ذكر ابتداء السورة وهو "الحمد لله"، وجعله أولها، ولم يذكر "بسم الله الرحمن الرحيم".

والدليل الآخر: هو أنه قسمها نصفين، فأفردها بثلاث آيات من أولها لله تعالى، وقال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ بيني وبين عبدي، فوجب أن يكون فيها ثلاث آيات، وبعدها ثلاث آيات، لتكون القسمة صحيحة.

وقد أجمعوا أنها سبع آيات (١)، فلو كانت آية أوله؛ لبطل معنى الحديث في القسمة.

فإن قيل: فإنه تعالى ذكر قسمة الصلاة.

قيل: إنما أراد بالصلاة القراءة، ألا تراه فسر القراءة وقسم الآيات، ولو أراد الصلاة؛ لفسرها بالأفعال أو ببعضها، وقد تُذكر الصلاة ويراد بها القراءة (٢).

ولا معنى لقولهم: إنه لم يذكر ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾، فكذلك لم يذكر "بسم الله الرحمن الرحيم"، وذلك أن في خبرنا ذكر ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ إلى آخرها، ولو لم يذكر؛ لكان قوله: " ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾


(١) وممن نقل الإجماع ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٣٠١) والفندلاوي في التهذيب (١/ ٤٧٢) وغيرهما، وغيرهما، وهناك قول شاذ بأنها ست آيات، وآخر بأنها ثماني آيات.
(٢) وذلك كما في قوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها. وقد تطلق القراءة ويراد بها الصلاة كما في قوله: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا. أي صلاة الفجر. وانظر التمهيد (٤/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>