للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم من أثبتها آية من فاتحة الكتاب، وهو مذهب ابن عباس (١).

ومنهم من نفى كونها آية من أوائل السور، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: "أغفل الناس بسم الله الرحمن الرحيم، وأنها من القرآن" (٢).

فهذا يدل من قوله على مخالفة غيره له، فإذا كان ذلك كذلك؛ صار إثباتها في جميع السور مخالفًا للإجماع.

وأيضًا فلو كانت آية من فاتحة الكتاب؛ لم تتكرر في أوائل السور، يدل على ذلك سائر آيات السور.

ويبين هذا أيضًا أن أوائل السور في جميع القرآن غير مكررة في ابتداء غيرها، فلو كانت كذلك ما اختلفنا فيه (٣).

فإن قيل: فإن هذا استعمال القياس في نفي كونها من القرآن، فكما لم يجز إثبات قرآن بقياس؛ كذلك نفيه.

قيل: إذا ثبت كونه قرآنًا؛ لم ينف بقياس، فأما إذا لم يرد من الطرق التي [ثبت] (٤) بها القرآن؛ لم يمتنع نفيه من قياس.


(١) أخرجه عنه ابن المنذر (٣/ ٢٨٤) وعبد الرزاق (٢٦٠٩).
(٢) أخرجه عنه أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن، وإسناده جيد كما قال ابن كثير في تحفة الطالب ص (٩٣) وأخرجه البيهقي (٢/ ٥٠) من طريق آخر بلفظ: "إن الشيطان استرق من أهل القرآن أعظم آية في القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم). وهو منقطع كما قال البيهقي.
وورد نحو هذا عن الزهري ويحيى بن جعدة ومجاهد أخرجه عنهم عبد الرزاق في المصنف (٢/ ٩١ - ٩٢).
(٣) يرد عليه (الم) و (حم) و (طسم) فإنها مكررة في عدد من السور، وهي آية في عد الكوفيين، وجزء آية عند الجمهور.
(٤) في الأصل: ثبتت.

<<  <  ج: ص:  >  >>