للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهم أخبار لو وردت في الأحكام لم يمتنع من قبولها، غير أن القرآن لا يثبت بها.

فمن ذلك ما روي عن أنس أن النبي قال: "أنزلت علي سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناكم الكوثر" (١).

وعن ابن عباس قال: "كان النبي لا يعرف فصل السور حتى نزلت عليه بسم الله الرحمن الرحيم" (٢).

وهذا يحتمل أن يكون لما نزلت في سورة النمل جعلها فصلًا بين السور لتعرف كل سورة.

على أن هذا يشبه أن يكون عن ابن عباس باطلًا؛ لأن النبي كان يعرف السورة وابتداءها وانتهاءها، وكيف لا يكون كذلك وهو كان يقول: "اجعلوا هذه الآية في موضع كذا من سورة كذا" (٣)، وهو سوَّر السُّوَر بالوحي (٤)، فكيف لا يعرف الفصل بين السورتين، ولكنه أراد ببسم الله الرحمن الرحيم الفصل لنعرفه نحن (٥).


(١) أخرجه مسلم (٤٠٠/ ٥٣).
(٢) أخرجه أبو داود (٧٨٨) والبيهقي (٢/ ٦٣) وصححه الحاكم على شرط الشيخين (١/ ٣٠٧ - ٣٠٨) ووافقه الذهبي.
(٣) أخرجه نحوه الإمام أحمد (٤/ ٢١٨) وفيه شهر بن حوشب ضعيف، وانظر الإتقان للسيوطي (١/ ١٧٢ - ١٧٦) وسيأتي نحوه عن عثمان.
(٤) أي وضع بداية ونهاية كل سورة بالوحي، وأما ترتيب السور فقد اختلف العلماء فيه هل كان توقيفيًّا أم اجتهادًا من الصحابة. على الثاني الجمهور، وذهب إلى الأول القاضي أبو بكر في أحد قوليه وابن الأنباري وغيرهما. انظر مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٩٦) والإتقان (١/ ١٧٦ - ١٧٩).
(٥) ويؤيد هذا ما أخرجه الحاكم (١/ ٣٠٨) والبيهقي (٢/ ٦٣) هذا الحديث بلفظ آخر وهو: =

<<  <  ج: ص:  >  >>