للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو ثبت أن بعض الصحابة ممن يجري مجرى معاوية أنكر عليه؛ لم يسقط خلاف معاوية .

وجملة الأمر أن القرآن لا يثبت بمثل هذه الطريقة.

وقد ذكروا عن عبد الله بن عمر عن النبي أنه قال: "فاتحة الكتاب من المثاني، وإن بسم الله الرحمن الرحيم آية منها" (١).

وهذا لو كان صحيحًا؛ لاستوى النقل فيها كالنقل في ما بعدها.

وروي عن ابن عمر عن النبي قال: "أول ما أقرأني جبريل بسم الله الرحمن الرحيم" (٢).

وهذا غير صحيح؛ لأن ابن عباس قال: "إن رسول الله كان يكتب في كتبه النافذة عنه في أول أمره: "باسمك اللهم حتى نزل قوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا﴾ (٣)، فكان يكتب "بسم الله"، فلما نزل قوله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ (٤)، كتب باسم الله الرحمن، فلما نزل ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (٥)؛ .........................


(١) لم أجده عن ابن عمر بهذا اللفظ، وقد روي نحوه عن أبي هريرة وعلي وابن عباس. انظر السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٦٦ - ٦٧) وأخرج عن ابن عمر (٢/ ٦٥) أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، فإذا فرغ قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، قال: وكان يقول: لم كتبت في المصحف إن لم تقرأ.
(٢) تقدم من قول النووي أن الواحدي ذكره في أسباب النزول، وأنه لا يصح، فلا التفات إليه.
(٣) سورة هود، الآية (٤١).
(٤) سورة الإسراء، الآية (١١٠).
(٥) سورة النمل، الآية (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>