للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قيل] (١): لم يقل: آية منها.

وقد قلنا: إنه لو قال: آية منها؛ لم يثبت القرآن بمثل هذه الرواية من أخبار الآحاد.

قالوا: وفي حديث أنس "أن معاوية صلى بالمدينة فجهر بالقراءة، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فلما فرغ من صلاته؛ ناداه الناس من جوانب المسجد: سرقت الصلاة أم نسيت؟ " (٢).

وهذا لا يدل أيضًا على ما يقولون؛ لأن معاوية قد كتب الوحي، وهو صحابي وإمام قد ترك قراءتها، فإنما ينبغي أن ينكر عليه مثله، وما حفظ عن أحد من الصحابة أنه رد عليه.

وأمير المؤمنين علي أحق الناس [بالزيادة] (٣) عليه، لم يحفظ عنه إنكار ذلك، وقد ينكر عوام الناس على الأئمة أشياء لا يعتد بنكيرهم عند أهل العلم.


(١) في الأصل: ولم يقل. وما أثبته هو الصواب.
(٢) أخرجه الحاكم (١/ ٣٠٩ - ٣١٠) والدارقطني (١/ ٣١١) واعتمد عليه الشافعي في الأم (٢/ ٢٤٥) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا الحديث وإن كان الدارقطني قال: إسناده ثقات، وقال الخطيب: هو أجود ما يعتمد عليه في هذه المسألة كما نقل ذلك عنه نصر المقدسي؛ فهذا الحديث يعلم ضعفه من وجوه. ثم ذكر ستة أوجه، ثم قال: فهذه الوجوه وأمثالها إذا تدبرها العالم قطع بأن حديث معاوية إما باطل لا حقيقة له، وإما مغيّر عن وجهه، وأن الذي حدث به بلغه من وجه ليس بصحيح، فحصلت الآفة من انقطاع سنده". مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤٣٠ - ٤٣٢).
(٣) كذا بالأصل، ولعل صواب العبارة: بالرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>