للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ (١).

قالوا: معنى قوله: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ (٢) لا يزيد فيه ولا ينقص منه، فلو أثبتنا فيه ما ليس منه؛ كان قد وقع إخباره بخلاف مخبره، وهذا حجة لنا؛ لأنها لو كانت من السورة؛ لم يجز أن نخرج عن الطريق الذي يثبت به سائر الآي والسور، ثم مع هذا فلم نقل: إنها ليست بقرآن، هي قرآن ولكنها مكررة للفصل، وليست آية من السورة، وفي هذا خلافنا.

قالوا: ولما وقع التحدي بجميع ما في المصحف؛ دل على أنها من السورة.

وهذا خطأ؛ لأن التحدي وقع بسورة، أو بعشر سور (٣)، والآية الواحدة مثل "بسم الله الرحمن الرحيم" (٣٢٠) ليست بمعجزة، وحين وقع التحدي لم يكن المصحف.

وأيضًا فما دفعنا أنها قرآن، وإنما منعنا أن تكون من كل سورة.

على أن هذا كله لا يثبت بمثله القرآن.

فإن قيل: فأثبتوا حكمها من جهة أخبار الآحاد، وهو أن المصلي إن لم يقرأها؛ فسدت صلاته، وهذا الحكم يثبت من طريق الآحاد.

قيل: لو ورد الحكم مطلقًا؛ لكان الأمر سهلًا وقلنا به، وإنما نمتنع أن


(١) سورة الواقعة، الآية (٧٨).
(٢) سورة فصلت، الآية (٤٢).
(٣) أو بالقرآن كله كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>