للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدة كما عينت فاتحة الكتاب، وليس هو واجبًا.

قيل: أما ما رويتموه من قوله : "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب أو غيرها" (١)، فيحتمل أن يكون "أو غيرها" قولًا من الراوي، كأنه شك هل قال النبي فاتحة الكتاب أو غيرها.

ويحتمل أيضًا أن يكون أراد: "أو غيرها" إن لم يحسنها المصلي، ونحن لا ننتقل عن ظاهر الوجوب بهذا المحتمل.

أو يقضى عليه قوله : "كل ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فإنك لم تصلها إلا وراء الإمام" (٢).

لأن الحتم على أحد الشيئين يقضي على التخيير بينه وبين غيره، فأحسن الأحوال أن يحمل قوله: "أو غيرها" بمعنى "وغيرها"؛ بدلالة قوله: "وشيء معها".

وقد تكون "أو" بمعنى الواو (٣) كقوله: ﴿آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ (٤).

وأما قولكم: "إن قوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٥) لا يتناول القراءة"؛ فغلط؛ لأنه أراد: كما علمتموني أصلي، هذا كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ


(١) تقدم آنفًا.
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٥٨).
(٣) ومنه قول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا … كما أتى ربَّه موسى على قدر
انظر المقاصد الشافية (٥/ ١٢٤ - ١٢٨).
(٤) سورة الإنسان، الآية (٢٤).
(٥) تقدم تخريجه (٤/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>