للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ (١).

وأيضًا فإن الأفعال منه لا تشاهد؛ لأنها حركات، وإنما يشاهد كونه على صفات تدل على الأفعال، ونحن نشاهده أيضًا على صفة من يقرأ كما نشاهده على صفة من يركع ويسجد، فيدخل تحت قوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٢).

وأما ما ظننتم أنه ينتقض بالتشهد؛ فغلط؛ لأنا حكينا عنه أن أقواله اختلفت فيما عدا فاتحة الكتاب من التسبيح، وقد اختَلفت أيضًا في التشهد كما اختلفت في غيره، ولم يَختلف قولُه في قراءة فاتحة الكتاب، وإنما استحببنا تعيين التشهد لدلالة دلت، وهو ما علمه عمر الناس على المنبر (٣)، ولم تقم لنا دلالة في فاتحة الكتاب أنها على الاستحباب للإمام والمنفرد، فبقيت على وجوب تعيينها كالركوع والسجود.

وعلى "أن النبي قد قام من اثنتين، وترك التشهد، ولم يعد إليه" (٤). فقد اختلفت أفعاله فيه كما اختلفت أقواله فيما عدا فاتحة الكتاب، ولم تختلف أفعاله في فاتحة الكتاب.

فإن قيل: فقد قال الله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ (٥) وهذا معناه:


(١) سورة الفرقان، الآية (٤٥).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٩٥).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الصلاة باب التشهد في الصلاة (٥٣) وابن أبي شيبة (٣٠٠٦) والبيهقي (٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦).
(٤) أخرجه البخاري (٨٢٩) مسلم (٥٧٠/ ٨٥).
(٥) سورة المزمل، الآية (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>