للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحكي ما يقول، لأنه قد بينا أنه يقرأ ولا نقرأ، ولعلنا نخالفه في الدعاء والتسبيح في الصلاة، وهو يجهر بأشياء ولا نجهر بها، فالائتمام به هو أن نفعل في الصلاة ما قيل لنا افعلوه، والذي قيل لنا: "قولوا: ربنا لك الحمد".

فإن قيل: فإنه كان إذا رفع رأسه قال: "سمع الله لمن حمده"، ربنا لك الحمد" (١).

وواجب الاقتداء به؛ لأن أقواله وأفعاله على الوجوب، فكيف وقد قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٢).

قيل: هذا يحتمل أن يكون صلى منفردا، ففعله وقوله واجب، ونحن نصلي منفردين كما رأيناه صلى، بدلالة قوله: "إذا قال الإمام: "سمع الله لمن حمده"؛ فقولوا: "ربنا لك الحمد" (٣)، لأن هذا نص في الإمام والمأموم، فهو يقضي على خبركم.

فإن قيل: فإنه ذكر مسنون على المنفرد، فلا ينبغي أن يسقط بالائتمام مع القدرة؛ كتسبيحات الركوع.

قيل: إنما لم تسقط عن المأموم تسبيحات الركوع والتشهد؛ لأنه والإمام في الإخفاء بها على طريقة واحدة، و"سمع الله لمن حمده" يجهر الإمام بها، ويخافت "بربنا لك الحمد"، ولأن المأموم يجيب عن الدعاء كالمؤمن عليه،


(١) أخرجه البخاري (٧٩٥) ومسلم (٣٩٢/ ٢٨).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٩٥).
(٣) تقدم تخريجه (٤/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>