للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: فإنه يجهر بها.

قيل: هذا خلاف ما الناس عليه؛ لأنه لا أحد من الأئمة يجهر بها كالجهر بـ "سمع الله لمن حمده".

فإن قيل: فقد تتفق حال الإمام والمأموم في التشهد والتسليم، وهما فيه على طريقة واحدة، فكذلك يسر الإمام بقوله: "ربنا لك الحمد" كالمأموم، كما يسران جميعا بالتشهد.

قيل: قول الإمام: "سمع الله لمن حمده، "ربنا لك الحمد" عندكم أنه شيء واحد، فلا ينبغي أن يجهر الإمام ببعضه ويخفي بعضه، وأن يكون فيه على طريقة (٣٣١) واحدة كالتكبيرات

وأيضا فإن قول الإمام: "سمع الله لمن حمده" دعاء، وقول المأموم: "ربنا لك الحمد" كالإجابة، وسبيل الإمام أن يكون داعيا، والمأموم مجيبا على دعائه، مؤمنا عليه (١).

فإن قيل فقد قال النبي : "إنما جعل الإمام ليؤتم به" (٢).

والائتمام به أن يقول مثل قوله، ويفعل كفعله، وإذا قال: "سمع الله لمن حمده" قلنا مثله، كما إذا كبر كبرنا مثله.

قيل: هو مخصوص بقوله: "فإذا قال: "سمع الله لمن حمده" فقولوا: "ربنا لك الحمد"، والائتمام به أن يقع قولنا وفعلنا عقيب قوله وفعله؛ لأننا


(١) ولا يمتنع أيضا أن يكون الإمام طالبا ومجيبا كما تقدم في التأمين. الفتح (٣/ ٢٥٢).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>