للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ (١).

وتارك السلام إلى غيره من الأفعال سالك إلى غير سبيل المؤمنين في صلاته، فالوعيد لاحق به.

فإن قيل: الآية تقتضي كل المؤمنين، وليس واحد واثنان هما كل المؤمنين.

قيل: قد قلنا إنه لا مخالف لهما، فصار كالإجماع.

وأيضا فإنه إذا اتبع واحدا من المؤمنين فلم يخرج عن سبيلهم؛ لأن الإنسان يقول لابنه: اسلك طريق العلماء والصالحين، فلو اتبع واحدا منهم وعمل على طريقته؛ لم يخرج عنهم.

وأيضا فقد قال النبي : "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم" (٢).

وأيضا فإن الخروج من الصلاة ركن من أركانها، فيجب أن يتعين كالركوع.


(١) سورة النساء، الآية (١١٤).
(٢) هذا الحديث جرى كثيرا على ألسنة الأصوليين والفقهاء، وليس له إسناد تقوم به حجة، أخرجه ابن عبد البر في الجامع (١٧٥٦ - ١٧٥٩) عن ابن عمر، وبرقم (١٧٦٠) عن جابر، وقال في كل منهما: هذا الكلام لا يصح عن النبي ، وبين علته.
وورد أيضا من حديث عمر ومعاذ وأنس وابن عباس وأبي هريرة، وكلها أسانيد باطلة، وممن نص على ضعفه ونكارته ابن حزم والبزار وابن الجوزي والبيهقي والزركشي والعلائي وابن القيم وابن حجر وغيرهم من العلماء الأعلام الحفاظ، وقد فصل ذلك الزيلعي تخريج أحاديث الكشاف (٢/ ٢٣١) وابن حجر في التلخيص (٤/ ١٩٠) وموافقة الخبر الخبر (١/ ١٤٦ - ١٤٧) والألباني في الضعيفة حديث (٥٨ - ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>