للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاحبه فإنه واسع" (١).

وقال أبو حنيفة والشافعي: يبدأ بركبتيه على الأرض (٢) قبل يديه (٣).

والدليل لقولنا ما رواه أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير" (٤).

وفي حديث: "كما تبرك الإبل وليضع يديه قبل ركبتيه" (٥).

وأيضا فإن ابن عمر كذا كان يفعل (٦)، وكان في جميع أموره يقتدي برسول الله ، هذا مشهور من مذهبه حتى إنه كان يجدد الطهارة لكل صلاة (٧).

وأيضا فإن عمل أهل المدينة على ذلك.

فإن قيل: فقد روى وائل بن حجر: "كان النبي إذا سجد وضع


(١) ومال إليه القاضي عبد الوهاب في الإشراف (١/ ٢٧٧).
(٢) ونصره ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٢١٥ - ٢٢٤) والشيخ فريح البهلال في رسالته: "فتح المعبود بصحة تقديم الركبتين قبل اليدين في السجود". وقد طبعته دار العاصمة.
(٣) المجموع (٤/ ٥٤٧ - ٥٥٠) حاشية ابن عابدين (٢/ ١٧٨ - ١٧٩) وعن أحمد روايتان كالمذهبين. انظر المغني (٢/ ٧٤).
(٤) أخرجه أبو داود (٨٤٠) والترمذي (٢٦٩) وأحمد (٢/ ٣٨١) وقال الترمذي: غريب، وحسن النووي إسناده كما في المجموع (٤/ ٥٤٩) وقد أُعل بثلاث علل أجاب عنها في الإرواء (٢/ ٧٨ - ٨٠).
(٥) رواية أبي داود (٨٤٠).
(٦) أخرجه عنه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣٢٦) وصححه ابن خزيمة (٦٢٧) وزاد: "وقال: كان رسول الله يفعل ذلك". وروي عنه خلافه كما أخرجه عنه ابن أبي شيبة (٢٧١٧).
(٧) تقدم تخريجه (٢/ ٥٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>