للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ركبتيه قبل يديه" (١).

قيل: الجواب عن هذا من وجوه:

أحدها: أن إسناد هذا الحديث لا يوازي حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

وجواب آخر: وهو أن الأمر من النبي أقوى فعله؛ لأن أمره يتعداه ولا يدخل هو فيه، وفعله يخصه ولا يتعداه، ومعنا أمر منه، ومعكم حكاية فعله، فقولنا أولى.

وأيضا فإن النبي أمر بوضع اليدين قبل الركبتين، ونهى عن ضده فقال: "لا يبرك أحدكم كما تبرك الإبل" (٢).

فاجتمع في خبرنا أنه أمر بشيء، ونهى عن ضده، ومنع أن يتشبه بالإبل، فلا يجوز [إلا] (٣) أن نقضي أن مثل هذه الحكاية فعل يخص النبي ولا يتعداه، فيجوز أن يكون فعله لعلة كان يجدها في يده تمنعه من استقبال الأرض بيده؛ لأننا نعلم أن الإنسان إذا انحط على يده فإن ثقل حمله وقع على يديه.


(١) أخرجه أبو داود (٨٣٨) والترمذي (٢٦٨) وابن ماجه (٨٨٢) وصححه ابن خزيمة (٦٢٦) وابن حبان (٤٨٧) وقال الترمذي: "حديث حسن غريب".
قلت ولكن تفرد به شريك وهو سيئ الحفظ عند الجمهور. انظر التلخيص (١/ ٢٥٤) وقد قدم ابن القيم هذا الحديث على حديث أبي هريرة، وجعله أولى منه من وجوه عشرة. انظرها في زاد المعاد (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٤٢٠).
(٣) ساقطة من الأصل، ولابد منها حتى يتم مراد المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>