للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالإبل، فهو أولى أن يقضى به على خبركم.

على أننا نستعمل الخبرين؛ فيجوز هذا وهذا على طريق التخيير.

فإن قيل: فإنه عضو يرفع قبل صاحبه فينبغي أن يوضع صاحبه قبله، ويريدون بهذا أن اليدين ترفعان من البدن قبل الركبتين، فينبغي أن توضع الركبتان على الأرض قبلهما، كما أن الوجه يرفع قبل اليدين وهما يوضعان قبله.

قيل: عندنا أن الساجد إذا قام من السجدة الأخيرة من الركعة الأولى لا يجلس ثم يقوم (١)، ولكن تكون يداه على الأرض يعتمد عليها، وينهض من سجوده، فيرفع ركبتيه قبل يديه، فينبغي أن يضع يديه قبل ركبتين كالجبهة مع اليدين كما قلتم، وكذلك إذا نهض من التشهد الأول يعتمد على يديه للقيام، فيرفع ركبتيه قبل يديه فينبغي أن يضعهما قبل ركبتيه.

فإن قيل: فإن الصلاة بني أمرها على السكون والتأني، ووجدنا الإنسان إذا أوقع أولا ركبتيه إلى الأرض؛ كان أهدأ من ابتدائه باليدين، لأن أقرب الأعضاء إلى الأرض هي الركبتان، (٣٤٥) فيضع [الركبتين] (٢)، ثم اليدين، لأنهما تليان الركبتين، فهذا أهدأ وأسكن.

قيل: الذي هو أهدأ وأسكن هو أن ينحط على يديه ويبدأ بهما، ولأنهما عضوان قد خصا بشيء زائد على ما في الركبتين، ألا ترى أن السنة أن يضع إحداهما على الأخرى في قيامه (٣) وأن يبسطهما على فخذيه [في


(١) سيناقش المصنف ذلك في المسألة الموالية.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) قارن بما تقدم (٤/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>