للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضا فقد ذكر الله تعالى السجود في مواضع لم يذكر فيه غير الوجه، فقال: ﴿يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾ (١).

وقال: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ (٢).

وقال النبي : "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره" (٣).

فلم يذكر غير الوجه.

وكذلك علم النبي الأعرابي فقال له: "مكن جبهتك من الأرض" (٤).

ولم يذكر له ركبتيه ولا رجليه، ولم يعلق الحكم بغير الجبهة، فلو كان غيرها واجبا؛ لبين له كما بين غيره من الواجبات.

وأيضا فلو كان حكم السجود متعلقا بذلك؛ لكان مع العجز عنه ينتقل إلى الإيماء كالرأس، فلما كان مع العجز يقع الإيماء بالرأس حسب، ولا يومي بالركبتين والقدمين؛ علمنا أن الحكم تعلق بالوجه حسب، لأنه انتقل مع العجز إلى الإيماء بالرأس دون غيره.

وأيضا فإن السجود ركن منفرد عن الركوع؛ فوجب أن لا يتعلق حكمه بالركبتين، كما لم يتعلق حكم الركوع بالوجه، وتعلق بالركبتين دونه، ألا ترى أن الركوع أيضا لما كان واجبا؛ لم يلزم فيه وضع اليدين على الركبتين، وكما أن القيام ركن يتعلق حكمه بالرجلين دون الركبتين واليدين؛ فكذلك


(١) سورة الإسراء، الآية (١٠٧).
(٢) سورة الفتح، الآية (٢٩).
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ١٢٣).
(٤) تقدم تخريجه (٤/ ٤٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>