للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى قال عن نبيه: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾ (١)، وقال تعالى: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ فلا يسمى القرآن مطلقا إلا للعربي، وكذلك فاتحة الكتاب إلا للعربي.

وأما اختلاف القراءات؛ فكلها عربية، أنزل القرآن عليها، والقراءة بالأعجمية لم تنزل، ثم خص القرآن بسبعة أحرف (٢) عربية دون سائر اللغات.

وأيضا فإننا نقول: اختلف الناس في إعجاز القرآن ما هو؟ فقالت طائفة: إعجازه الخبر عما غاب.

وقالت طائفة: إعجازه النظم والتأليف مع المعاني التي فيه (٣).

وليس [يتنافى] (٤) أن يكون الإعجاز بهما (٥)، والأشبه أن يكون الإعجاز بالنظم والتأليف على المعاني التي فيه، لأن الإخبار قد يقع من كل أحد، ألا ترى أن رجلا لو قص علينا قصص كسرى وقيصر؛ لكان قد أخبرنا عما غاب عنا، ولم يكن معجزا، فعلمنا أن الإعجاز هو النظم والتأليف في اللفظ المنتظم على المعاني.

وأيضا فإن مسيلمة الكذاب لم يعارضه بأخبار، وإنما عارض بكلام


=كل مقروء، أما "القرآن" باللام فالمفهوم منه العربي في عرف الشرع". شرح فتح القدير (١/ ٢٨٩ - ٢٩٠).
(١) سورة الأنعام، الآية (٢٠).
(٢) يشير إلى ما أخرجه البخاري (٢٤١٩) ومسلم (٨١٨/ ٢٧٠) عن عمر بن الخطاب مرفوعا: "أنزل القرآن على سبعة أحرف".
(٣) انظر المجموع (٤/ ٤٨٠).
(٤) بالأصل: يتنافى في.
(٥) وهناك وجه آخر في الإعجاز أشار له القاسمي في محاسن التأويل (١/ ٢٦٣ - ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>