للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قاسوه على كلام الآدميين بينهم في العلامات بعلة أنه لا يشبه أذكار القرآن؛ قلنا: هذا يسقط النص الذي ذكرناه من دعاء النبي بما دعا به مما ليس في القرآن.

على أننا نعارضهم بالقياس الذي ذكرناه على أذكار القرآن، وانفردت لنا الظواهر من القرآن، وقول النبي وفعله.

فإن قيل: فإنه معنى استقل بهذا النوع من الدعاء زالت [به] (١) هيئة الصلاة، ألا تري أنه لا يشبه شيئا من أذكار الصلاة، وما أزال هيئتها من جميع الخطاب؛ فإنه يؤثر فيها، دليله الأكل والمشي والشرب.

قيل: ليس فيما اخترناه إخراج الصلاة عن هيئتها، وإنما يخرجها عن هيئتها بأن يأتي به في موضع النهي، كما لو أتى به بدل القراءة، وبدل تكبيرة الافتتاح، أو السلام، مثل ما لو أتى بالدعاء الذي في القرآن في هذه المواضع، وكما لو ترك فاتحة الكتاب في القيام وقرأها في السجود، فأما أن يأتي بالدعاء في مواضع الدعاء الذي في القرآن؛ فإنه لا يخرجها عن هيئتها، ولو لزم هذا للزم في الدعاء الذي يوجد في القرآن، فنقول: لو تشاغل به في الصلاة؛ لأخرجها عن هيئتها، فلما لم يلزمكم ذلك؛ لم يلزمنا ما ذكرتموه.

فإن قيل: فقد روى ابن مسعود عن النبي أنه قال: "إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث ألا تتكلموا في الصلاة" (٢).


(١) ليست في الأصل، وزدتها لتستقيم العبارة.
(٢) أخرجه أبو داود (٩٢٤) والنسائي (١٢٢١) وأحمد (١/ ٤٣٥) وإسناده صحيح، وأصله في الصحيحين بلفظ: "إن في الصلاة لشغلا" أخرجه البخاري (١١٩٩) ومسلم (٥٣٨/ ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>