للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك روي أن النبي قال: "من وجد الإمام على حال فليصنع كما يصنع" (١).

وكلام النبي خرج على ما كانوا يفعلونه من تقدمة الفائت على ما أدركوه، فإنهم كانوا يجعلون أول صلاة الإمام (٣٧٦) أول صلاة أنفسهم، فلما أمروا بتركه،، وأن يعدلوا عنه إلى اتباع الإمام؛ لم يقتض هذا إلا ترك الطلب لأول صلاته، ومتابعته فيما يفعله، ولهذا قال: "لا تختلفوا عليه" (٢).

وفي حديث: "لا تختلفوا على أئمتكم"، وهذا يقتضي أن لا يخالفوا من جميع الجهات، وما فاته من صلاة الإمام سبيله أن [يقضيه] (٣) منفردا، فلا يجوز أن يقتدي فيه بغيره ألا تري أنه لو اقتدى بإمام آخر فيه؛ فسدت صلاته، فلو كان ما يفعله مع الإمام أول صلاته؛ لكان قد اقتدى به فيما حكمه أن يقضيه منفردا، وهذا فاسد، ولأن ما يفعله مع الإمام لو كان أول صلاته؛ لاستحال أن يكون قاضيا لما فاته، ألا ترى أن ما يصليه في موضعه غير فائت.

وأيضا فإن ما أدركه لما كان آخر صلاة الإمام؛ وجب أن تكون آخر صلاته، دليله إذا أدرك أول صلاة الإمام فإنه أول صلاته.

يدل أيضا على ما قلناه؛ أن الذي يدركه لو كان أول صلاته؛ لم تجب متابعته له فيما لا يعتد به من سجود ونحوه، ألا ترى أن أول الصلاة يلزمه


(١) أخرجه الترمذي (٥٩١) وقال: "غريب"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٦١).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ٣١٧).
(٣) في الأصل: يقتضيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>