للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا بطش، ولا تدبير ولا مضرة على المسلمين في تبقيته.

والدليل لقولنا قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (١).

وقال: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ (٢).

وهو مأخوذ من المقاتلة، وهي المفاعلة كالمضاربة والمشاتمة، لا تكون إلا من اثنين، كل واحد منهما يفعل بصاحبه مثل ما يفعل به صاحبه، فدل هذا على أن من لم يقاتِل لم يقاتَل، ألا ترى أنه لا يقال "قاتلوا الأطفال" لأنهم لا يوصفون بالقتال، وإذا تضمنت الآية وجوب قتال من يقاتل بنفسه؛ فأصحاب الصوامع والشيخ الفاني لا يباشرون القتال في العادة.

وأيضا فإن النَّبِيّ كان إذا بعث جيشا يقول: "اخرجوا بسم الله، قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع" (٣). (٣٧)

فنهى عن قتلهم، والنهي إذا تجرد؛ اقتضى التحريم.

وأيضا فإن رسول الله مر بامرأة مقتولة، فقال: "ما لها قتلت وإنها لا تقاتل" (٤).


(١) سورة التوبة، الآية (٢٩).
(٢) سورة البقرة، الآية (١٩٠).
(٣) أخرجه مسلم (٣/ ١٧٣١) دون قوله: "ولا أصحاب الصوامع"، وسيأتي بمعناه أحاديث كثيرة.
وانظر التمهيد (١٢/ ٢١٧ - ٢١٧).
(٤) أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٠١) وابن حزم في المحلى (٥/ ٣٤٧) البيهقي (٩/ ١٥٥) وقال ابن حزم: "فيه المُرقِّع مجهول". =

<<  <  ج: ص:  >  >>