للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بني قينقاع بعد بدر (١)، فدل على ما ذكرناه.

قيل: يجوز أن يكون حمل صفوان كما ذكرنا في قصة ابن أبي بن سلول، وكذلك حمله ليهود بني قينقاع، ولأنه لم يأمن كونهم بعده بغير حضرته، وقد ذكرنا أن الوحي كان ينزل عليه ، ويعلم ما يكون منهم في بواطنهم، ولسنا نحن كذلك.

فإن قيل: فإن في حملهم منفعة إذا أمن ضررهم؛ لأنه يقدمهم في الصف فيقتلون دون المسلمين.

قيل: بإزاء هذا أن باطنهم لا يؤمن، فيكونون أول من ينهزم، ويكونون عيونا للمشركين، وكيف تؤمن بواطنهم مع اعتقادهم أن تظهر كلمتهم.

فإن قيل: فقد قال البعض لبعض اليهود: "إما أن تقاتلوا معنا أو تعيرونا سلاحكم" (٢).

فدل على أنه يجوز أن يقاتلوا معنا.


(١) أخرجه البيهقي (٩/ ٦٣ - ٦٤) وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف كما قال البيهقي.
ثم روى عن أبي حميد الساعدي قال: "خرج رسول الله حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا كتيبة، قال: من هؤلاء؟ قالوا: بنو قينقاع، وهم رهط عبد الله بن سلام، قال: وأسلموا؟ قالوا: لا، قال: بل هم على دينهم، قال: قل لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين.
قال البيهقي: وهذا الإسناد أصح.
قلت: وانظر تنقيح التحقيق (٤/ ٥٨٤ - ٥٨٥).
(٢) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٦/ ٤١٥) ورجاله ثقات، لكن جعله الطحاوي في الاستعانة بأهل الكتاب لا بالمشركين عبدة الأوثان، فلا تعارض بينه وبين النهي عن الاستعانة بالمشرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>