للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما كونهم خدما؛ فإنما هو إذلال لهم بحيث لا يقفون على بواطن المسلمين وما يريدونه في القتال، ويرون أنفسهم أتباعا للخدمة، لا حاجة بنا إليهم في القتال.

فإن قيل: فإن الذي رده وقال: "إنا لا نستعين بمشرك" (١)؛ إنما هو لأنه اتهمه على المسلمين.

قيل: عن هذا جوابان:

أحدهما: أن التهمة قائمة في كل كافر، ونعلم أنهم لا يحبون أن تظهر كلمة الإسلام.

والجواب الآخر: هو أنه كان يكفي في هذا يرده حسب، فلما قال: "إنا لا نستعين بمشرك"؛ بيّن أن العلة في ترك الاستعانة بهم لكونهم مشركين، فكل مشرك كذلك.

فإن قيل: فإنه عليه (٤٣) السلام قد حمل صفوان بن أمية عام هوازن فتح مكة لثمان من الهجرة (٢)، وهو مشرك، وروي أنه حمل قوما من يهود


(١) تقدم تخريجه (٥/ ٧٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٥٦٢) والحاكم (٢/ ٦٢) وفيه شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرا كما في التقريب (٢٦٦) وفيه أيضا أمية بن صفوان قال فيه ابن حجر في التقريب (١١٤): مقبول.
وخولف شريك أيضا في إسناده، فقد رواه أبو داود (٣٢٦٣) من طريق جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أناس من آل عبد الله بن صفوان.
وللحديث شاهد من حديث جابر أخرجه الحاكم (٣/ ٦٠) وصححه ووافقه الذهبي.
وشاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه الحاكم أيضا (٢/ ٦٢) وفيه إسحاق بن عبد الله القرشي، وهو واه كما قال الذهبي في الميزان (١/ ٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>