للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (١).

فإذا كان سبب الإسهام له هو لأجل الإرهاب؛ فبدخوله دار الحرب يوجد الإرهاب، فوجب أن يستحق السهم، ولا يسقط بموته (٢).

قالوا: ولأن أول الغلبة تقع بالدخول إلى دار الحرب، ألا ترى إلى ما روي عن علي أنه قال: "ما غزي قوم في دارهم وروي في عقر دارهم إلا ذُلُّوا" (٣).

فإذا كان يقع به بعض الغلبة والقهر؛ وجب أن يكون ذلك الوقت هو وقت الاستحقاق.

والجواب عن الفصل الأول من وجهين:

أحدهما: أننا نقول: ليس الإرهاب علة الاستحقاق ولا هو وقته، وإنما سبب الاستحقاق معنى آخر.

والوجه الآخر: هو أنه لو كان السبب هو الإرهاب؛ فإن الإرهاب لا يحصل بدخول دار الحرب، وإنما هو بالقتال والمبارزة وهو فارس.

على أنه منكسر بموت الفارس؛ لأن بدخوله دار الحرب [يحصل به] (٤) الإرهاب كما يحصل بفرسه، فلما كان يسقط بموته سهمه؛ سقط


(١) سورة الأنفال، الآية (٦٠).
(٢) انظر التجريد (٧/ ٤١٤٩).
(٣) ذكره الماوردي في الحاوي الكبير (٧/ ٤٢١) وابن الأثير في النهاية (٦٣٠).
(٤) ساقط من الأصل، والمثبت من السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>