والجواب عن الفصل الثاني؛ فإننا نقول: إنه لا يوجد شيء من القهر (٦٩) والغلبة بدخول دار الحرب، وهو معلوم حسا.
ثم نقول: لو وجد بعض الغلبة؛ لم يقع الاستحقاق، وإنما يحصل الاستحقاق بجميع الغلبة.
وقول علي ﵁:"ما غزي قوم في دارهم إلا ذلوا"؛ فالاستحقاق لا يحصل بالإذلال، إذ لو حصل بالإذلال؛ لكان الفارس قد استحق السهم بدخوله دار الحرب وإن مات، لأن الإذلال قد حصل.
على أن قوله "غزي" عبارة عن القتال، لا عن دخوله دار الحرب حسب.
فإن قيل: إنه قد حصل فارسا وقت وجود سبب الاستحقاق؛ فوجب يستحق السهم، أصله وقت تقضي الحرب.
قالوا: ولأنه لا يخلوا إما أن يستحق سهم الفارس لدخوله دار الحرب فارسا، أو لكونه فارسا وقت القتال، أو لقتاله على الفرس.
فيبطل أن يكون بقتاله على الفرس؛ لأنه لو حضر فارسا ولم يقاتل عليه؛ لاستحق سهم الفارس بإجماع.
وبطل أن يكون استحقاقه لحضوره القتال فارسا لشيئين:
أحدهما: أن الإمام لو قصد قتال المشركين فلم يثبتوا له وانهزموا؛ فإنه يستحق السهم، ولم يوجد هناك قتال.