فلما قال:"وكان الفتح" ولم يقل: "الصلح"؛ علمنا أنه أراد الغلبة، ألا ترى إلى قوله بعده:
وإلا فاصبروا لجلاد يوم … يعز الله فيه من يشاء
ثم قال:
وجبريل رسول الله فينا … وروح القدس ليس له كفاء
ومن معه جبريل؛ فهو القاهر الغالب لا محالة، فلا يحتاج إلى الصلح، وإنما مسح النساء بخمرهن وجوه الخيل فزعًا، وكذلك الخائف إذا قُهر وتدبدب، وخاصة النساء وضعف قلوبهن، ولما منّ على الجماعة وعفا عنها وعن دمائها؛ كانت هذه صورتها، ولو كان دخلها صلحا بمرضاتهم؛ لم تكن هذه نفوسهم في الذل والخوف، وأين أنتم عن قول سعد بن عبادة وهو في كتيبة الأنصار وقد رأى أبا سفيان فنادى أبا سفيان:
اليوم يوم الملحمة … اليوم تستحل الحرمة
فلما مر النبي ﵇ بعده في المهاجرين بأبي سفيان قال له: يا رسول الله! أمرت بقومك أن يُقتَلوا؛ فإن سعد بن عبادة ومن معه حين مروا بي ناداني سعد فقال:
اليوم يوم الملحمة … اليوم تستحل الحرمة
وأنا أناشدك في قومك، فأرسل رسول الله ﷺ إلى سعد بن عبادة